كلمة معالي المندوب العام

 كلمة معالي المندوب العام

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

زملائي عمال المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء
إخوتي أعضاء “مجتمع التآزر”

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

تمثل المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر” ترجمة صادقة لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتجسيدا أمينا لطموحه في تحسين أوضاع الأسر المتعففة وذوي الدخل المحدود من المواطنين، واستلهام قيم مجتمعنا المسلم المنفتح المتعاون، الذي ساده التكافل والتضامن في أحلك الظروف عبر التاريخ. وقد سخر لها فخامة الرئيس مبالغ غير مسبوقة في تاريخ الإنفاق على الجوانب الاجتماعية في البلاد، حيث رصد لها ما يزيد على 200 مليار أوقية قديمة خلال السنوات الخمس الماضية، فآتت أكلها بإذن ربها، ووصلت ظلالها الوارفة إلى جميع مدن وقرى البلاد البالغة 8119 مدينة وقرية، وامتدت يدها الحانية إلى مختلف الأسر المتعففة، بفضل اهتمام فخامة رئيس الجمهورية بها، ومواكبته لها، فكرا، وتنظيرا، وتأسيسا، ومتابعة، إلى أن بلغ اليوم “مجتمع التآزر” المسجل في السجل الاجتماعي للتآزر أكثر من مليون و500 ألف شخص استفادوا جميعهم من خدمات المندوبية العامة ومشاريعها التي شملت مختلف جوانب الحياة، سواء في مجال الخدمات الأساسية كالصحة، والتهذيب، والماء، والطاقة، أو في مجال دعم القدرة الشرائية للمواد الغذائية الأساسية، أو في مجال الاندماج الاقتصادي عن طريق الاستثمار في البنى التحتية الاقتصادية كإقامة السدود، والحواجز، وتوفير اللوازم الزراعية، وتمويل النشاطات المدرة للدخل، أو في مجال بناء السكن الاجتماعي، أو في مجال التوزيعات النقدية الدائمة والظرفية، وتوفير التأمين الصحي المجاني الشامل الذي استفادت منه أكثر من 100 ألف أسرة متعففة من مجتمع التآزر.

وسعيا إلى تطوير أداء المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر”، وتحسين قدرتها على القيام بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه، حدد البرنامج الانتخابي للمأمورية الثانية لفخامة رئيس الجمهورية للتآزر تعهدات جديدة تستجيب لطموحاته لها خلال السنوات الخمس القادمة تجسدت فيما يلي:

“- إصلاح مندوبية “التآزر” باتجاه إعادة توجيه نشاطها، ومنحها مزيدا من المرونة.

– توسيع تغطية برنامج التكافل لتشمل جميع مناطق الهشاشة في الوسطين الريفي والحضري.

– إقامة برامج لدعم صمود سكان الريف في وجه التغيرات المناخية.

– إطلاق برامج خاصة للولوج إلى الخدمات الأساسية تستهدف المناطق الحدودية.

– ترقية التمويلات الصغيرة لتحقيق الاندماج المالي للفئات الأكثر احتياجا”.

هذه التعهدات التي حدد معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي في بيان السياسة العامة للحكومة الذي قدمه أمام البرلمان أهم محاور تجسيدها في نقاط واضحة المعالم، جاء فيها ما يلي:

“سيتم تقييم وإعادة توجيه البرامج المنفذة من طرف المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (التآزر) ومختلف الهيئات الحكومية المتدخلة في هذا المجال، سعيا إلى تحسين وتقوية أثرها الإيجابي على المواطنين المستهدفين.

وسيُعمد في هذا الإطار إلى مراجعة السجل الاجتماعي، وإعادة تنظيم برنامج التموين، وبرنامج التكافل، وبرنامج البركة، وبرنامج داري، وبرنامج الشيله.

كما سيتم تعزيز البرامج المنفذة لصالح “أصحاب الهمم” وذوي الأمراض المزمنة.

وستستمر الحكومة في دعم فرص دخول الأطفال المنحدرين من أسر السجل الاجتماعي إلى مدارس الامتياز من خلال تخفيض العتبة التي تشترط في قبولهم ومن خلال استفادتهم من برنامج تأطير ودعم مدرسي خاص.

وستعمد الحكومة إلى إعطاء الأولوية للشباب المنحدرين من الأسر الأقل دخلا في كل برامج التشغيل الذاتي وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة”.

وانطلاقا من ذلك فإنني سأعمل، انسجاما مع هذه النقاط، وما تضمنتها من تعهدات هامة، بأفضل السبل على تحقيق الإصلاح المذكور في أسرع وقت. كما سأعمل على أن تتحلى المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر” بمزيد من المرونة، وعلى أن تكون قادرة على أن تصل إلى جميع المواطنين المحتاجين في مختلف أنحاء البلاد، وتقدم لهم برامج متنوعة تتماشى مع حاجات المستهدفين.

وأدعو في هذا المقام، عملا بتعهدات فخامة رئيس الجمهورية في مجال تحسين الإدارة وتقريبها من المواطنين، كافة موظفي وعمال “التآزر” إلى أن يكونوا أكثر قرباً من المواطنين، وأشد حرصاً على تلبية احتياجاتهم، ومعالجة تظلماتهم، ومعاملتهم أحسن معاملة. وأدعوهم إلى الالتزام التام بأوقات الدوام، وإلى الصرامة المطلقة في تطبيق معايير الشفافية والنزاهة، من أجل تحقيق أهداف المندوبية العامة التي على رأسها إخراج أكبر عدد ممكن من المواطنين من دائرة الفقر. كما أدعو أعضاء “مجتمع التآزر” إلى المساهمة بفعالية في العمل التطوعي الذي ستطلقه التآزر، للتحسين من أوضاعهم وظروفهم.

زملائي عمال المندوبية العامة
إخوتي أعضاء “مجتمع تآزر”

ستتمثل المهمة الأساسية للتآزر اليوم -أكثر من أي وقت مضى- في إشراك المواطنين، والمنتخبين، والمسؤولين المحليين بشكل أفضل، كما ستتمثل في وضع آليات عملية تمكن من أخذ رأي المستفيدين وأصحاب التظلمات، والاستجابة الفورية لمشاكلهم والاستماع لآرائهم ومشاغلهم، سعيا إلى توفير خدمة لائقة تأخذ بعين الاعتبار كرامة المواطنين.

وستتمثل كذلك في تطوير البرامج التي يجب أن تكون منسجمة تماما مع برامج القطاعات الأخرى في الدولة، كما يجب أن تكون منطلقة من نتائج التواصل مع “مجتمع التآزر” على أرض الواقع.

حيث ستعمل “التآزر” على الوصول بخدماتها إلى كل أرجاء موريتانيا، كما ستعمل على أن يستفيد منها الكل دون استثناء بشكل شفاف وعادل.

وستتسلح “التآزر” في مهمتها هذه بالتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وبالعمل في إطار الخطط الاجتماعية والإنمائية التي تضعها حكومة معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي، مستفيدة من تجربة ثرية، وفريق عمل كفء، وماضية بعزم باتجاه تحقيق أهدافها التي من أهمها تحقيق الحماية الاجتماعية، واستئصال التفاوت، وتعزيز الانسجام الاجتماعي. وإنني على يقين من أن “التآزر” ستحقق كل هذه الأهداف، بفضل الله تعالى، ثم بفضل مثابرتكم واجتهادكم، ورغبتكم في تحقيق المهام المسندة إليكم على أحسن وجه.

تحياتي لكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الشيخ عبد الله بد