لِنتآزر
“التآزر” و”التكافل” و”التضامن” معان وقيم أصيلة ضمن منظومتنا الاجتماعية، عليها تأسس وطننا، وبها تعايشنا طيلة تاريخنا الممتد على هذه الربوع، إنها صفحات مضيئة من التاريخ المشترك لكل مكونات هذا الشعب القوي بتنوعه، والثري بتعدده.
إنها معان ذات أصل أصيل في ديننا الحنيف، لأنها تدخل في عموم الإحسان والإيثار، حيث قال جل من قائل: {وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول سبحانه وتاعلى: {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وقد أدرك فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني دور هذه القيم والمعاني الأصلية في صيانة لحمة المجتمع، وحماية بنائه، وتقوية أواصره، فكان العمل الاجتماعي أحد العناوين البارزة لبرنامجه الانتخابي، ولعمل حكومته، وذلك ضمن منظومة قيم شاملة، تجمع إلى الأخلاق، إنصاف المظلومين، وإعادة الحقوق، وإطعام الجوعى، وبناء المنشئات الخدمية؛ تعليمية، وصحية، وتقريبها من المواطنين.
ولأن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل اليوم إحدى قنوات التلقي الأساسية، وقبلة لجمهور واسع، يستحق أن تقدم له المعلومة الصحيحة، والتفاصيل الدقيقة، وأن يكون في صورة ما يجري، حتى لا يكون ضحية للشائعات أو للمعلومات المغلوطة، قررنا أن نكون هنا لنتشارك معكم ما تقوم به المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (التآزر) من أجلكم، ومن أجل الوطن، إنصافا لمهمشيه، ووقوفا مع ضعافه، واستكمالا لمسيرة التنمية والتقدم والرفاه.
إننا هنا لنحقق معا أهدافنا من إغاثة ملهوف، وإطعام جائع، وسقاية عاطش، وتوفير خدمة عامة أو تقريبها، وذلك ضمن منهج جديد يركز على تحقيق التأثير الإيجابي الدائم، ويعتمد “التآزر” والتضامن، ويطمح لتغيير شامل لواقع كل المستحقين.
إن قدرنا جميعا في هذه اللحظة من تاريخ وطننا الحبيب،أن نعمل بجد واخلاص لمواجهة الفقر والجهل والمرض؛ ورؤيتنا للقضاء على هذا الثالوث الفتاك، ترتكز على ضرورة تشارك جميع الجهود لتغيير العقليات، وترسيخ الفعل الايجابي المثمر.
إن حجم التحديات في مضمار عملنا، لا يوازيه سوى مستوى طموحنا وإصرارنا على إعانة كل محتاج، وأن نقف جنب كل متعفف، ونكون – دائما – حيث يجب أن نكون، تجسيدا لكل هذه القيم، وتطبيقا للإرادة السامية لفخامة الرئيس، والتي سطرها في برنامجه “تعهداتي”، وأوكل مهمة تنفيذها إلى المندوبية العامة (التآزر)، وهي بفريقها الكفء، وتجربتها الثرية، على قدر المسؤولية، وفي أتم الجاهزية لأداء الواجب بإذن الله تعالى.